كيف أتعرف على تخصصات الجامعة؟

...

د. ياسر بكار
30-08-2022

...
شارك

عنوان فرعي للمقالة

تخيل أنك ذهبت إلى مطعم.. وجلست وأحضر لك نادل المطعم (قائمة الطعام) لكن وجدته مكتوباً باللغة الإيطالية وأنت لا تتقن هذه اللغة.. ماذا ستفعل؟ همم .. ربما تختار بشكل عشوائي.. ربما تطلب من نادل المطعم ان يختار هو عنك .. وربما نظرت إلى ما يأكله من بجانبك لتقلده!

هذا بالضبط ما يحدث معنا عندما لا نكون على دراية بما تعرضه الجامعات من تخصصات وما تعرضه الكليات من دبلومات وما يطلبه سوق العمل من مهن.. هذه معلومات مهمة للغاية للتخطيط لحياتك المستقبلية ولاتخاذ قرار اختيار مسارك بعد الثانوية.

 

وسائل التعرف على التخصصات والدبلومات:

أولاً: اقرا عن التخصصات

بعد أن عرفت نفسك حان الآن وقت التعرف على ما تعرضه الجامعات والكليات من تخصصات ودبلومات.. لقد وفر برنامج (اكتشاف) موسوعتين تحتوي على أكثر من 350 تخصص ودبلوم. في كل تخصص ودبلوم تحدثنا فيه عن طبيعة هذا التخصص وطبيعة العمل بعد التخرج وأين سيكون مكان العمل وهل يلائمك هذا التخصص وطرق التطوير المهني فيه وغير ذلك من معلومات تساعدك على التعرف عليه ومن ثم اتخاذ قرار الانخراط فيه.

 

ثانياً: اقرأ عن تخصصات المستقبل

يتجه سوق العمل على مستوى العالم نحو مجالات مهنية محددة.. يجب ان تعرفها وتتأكد من أن مسارك المستقبلي يتوائم معها.. اقرأ من هنا عن تخصصات المستقبل (اطلع على هذا المحتوى ضمن خدمات اكتشاف بلس).

 

ثالثاً: اطلع على التخصصات التي تتوافق مع رؤية المملكة (2030)

تمثل رؤية المملكة 2030 دليلاً موجها لما سيكون عليه المستقبل سوق العمل في المملكة. لقد نشرت قبل سنتين كتيباً عن التخصصات والدبلومات التي تتوافق مع هذه الرؤية الطموحة والمميزة. يمكنك الاطلاع عليها من هنا

 

رابعاً: فكر في المهنة وليس في التخصص (طريقة الاستكشاف العكسية)..

عندما نقوم باختيار التخصص فنحن في الواقع لا نختار ماذا سندرس في الجامعة فهذه سنوات قليلة وتنقضي ولكن الحقيقة أننا نختار مسار حياتنا المهني كلها .. ماذا وأين سنعمل في السنوات الأربعين القادمة من حياتنا وربما أكثر. ومن هنا كان التفكير الصحيح هو أن تختار المهنة المناسبة لك ثم تسأل ما التخصص الجامعي أو الدبلوم الذي يقودني لهذه المهنة.. أي فكر في المهنة التي تود الالتحاق بها وليس في التخصص أو المادة التي ستدرسها، فما ستعمله هو ما ستستمتع به. ضع ملامح واضحة لهذه المهنة بكل تفاصيلها.. اسأل نفسك:

 

  • ماذا أريد أن أكون؟
  • ما المهنة أو المهن التي أود أن أقضي حياتي فيها؟
  • ما نمط الحياة الذي يناسبني؟ ما المهن التي تتناسب معه؟
  • أين تقع متعتي وهواياتي؟

 

   ثم ابدأ في البحث والسؤال عن التخصص أو التخصصات الجامعية التي تقودك لهذه المهنة.

 

خامساً: انزل إلى أرض الواقع:   

   عندما تبحث عن مهنة المستقبل فلا تكتفي بانطباعك أو انطباع من حولك عنها.. بل انزل إلى أرض الواقع واستكشف هذه المهنة بنفسك.. اذهب إلى أصحاب هذه المهنة التي حددتها وتحدث إليهم لتكوين تصور واضح عن تلك المهنة. أريدك أن تعرف أن الناس يحبون الحديث عن أنفسهم وعن مهنهم إذا سُئلوا السؤال المناسب، وفي الوقت والمكان المناسبين. ولأسهل عليك المهمة، سأذكر هنا مجموعة من الأسئلة التي يمكنك استخدامها في مثل هذه اللقاءات. (اكتبها على ورقة جانبية وخذها معك إلى اللقاء فهذا يعطي عنك انطباعاً إيجابياً):

 

  • ما الذي تقومون به كل يوم بالضبط؟
  • هل أنتم مستمتعون بعملكم؟
  • ما الشيء الذي يحفزكم ويمتعكم فيه؟
  • ما العقبات التي تواجهونها في العمل؟
  • ماذا تتوقع لهذه المهنة في السنوات العشر القادمة؟
  • هل تعتمدون أكثر على الشهادة الجامعية أم على الخبرة العملية؟
  • ما طبيعة عمل الشخص المبتدئ في هذه المهنة؟ وماذا يحتاج ليتطور فيها؟
  • هل يمكن أن تخبرني ما المناصب والمراتب الوظيفية التي عملت فيها من بدايتك في هذه المهنة إلى الآن؟
  • ما التخصص الجامعي المطلوب؟ ما الشهادات الإضافية المطلوبة؟
  • ما المهارات التي يستلزم وجودها لدي لأنجح في هذه المهنة؟
  • أخيراً هل تنصحني بالتخطيط والعمل على الالتحاق بهذه المهنة؟

 

     هذه المقابلة الاستكشافية (Informational Interview) في غاية الأهمية؛ لأنها ستمنحك بصيرة واعية حول المهنة التي ستدرس تخصصها في الجامعة، وبالتالي ستسهل عليك عملية اختيار التخصص الجامعي. لكن أريد منك شيئاً مهماً.. نحن العرب أشخاص (انطباعيون)!! أي نعطي رأينا في قضية عامة - في كثير من الأحيان- بناءً على مواقف وانطباعات شخصية ودون الاعتماد على حقائق وشواهد ملموسة وكافية لدعم هذا الرأي. ولذا ضع هذا في ذهنك.. عندما تستمع إلى أي رأي تأكد من أنه رأي مجرد يحكي الواقع الحقيقي، وليس انطباعاً شخصياً متعلقاً بالشخص الذي استشرته. دعني أوضح ذلك في المثال التالي:

   تخيل أنك سألت طبيباً عن مهنة الطب، فأجابك بتذمر: (لا.. لا أنصحك بهذه المهنة، فهي مهنة المتاعب، مناوبات، وعمل كثير، ودراسة طويلة،...) لاحظ أنه أعطى رأياً سلبياً عن هذه المهنة بناءً على أسباب قد لا تكون سلبية بالنسبة لك.. فالمتحمسون لدراسة الطب والعمل فيه يجدون من الدراسة الطويلة أمراً مقبولاً، والعمل في علاج المرضى أمراً ممتعاً، والمناوبات هو سهر على راحة المرضى وهذه طبيعة المهنة.. وبالتالي فتذمر الطبيب هو مسألة شخصية بالنسبة له، ومع ذلك - وفي نفس الوقت - أعطاك تصوراً عن طبيعة المهنة.

 

سادساً: قم بتجربة مهنة المستقبل:

  عندما تنوي شراء سيارة فلن تُتم صفقة الشراء إلا إذا قمت بتجربتها، فما بالك بمهنة ستقضي فيها سنوات عمرك؟ فمن باب أَولى أن تقوم بتجربة المهنة التي ستنوي الالتحاق بها. لنفترض أن لديك الرغبة للعمل كـ (ممرض) في المستقبل. هنا قم بالذهاب إلى أي مستشفى قريب، وابحث عن رئيس الممرضين فيه، واشرح له بأدب كيف أنك تقوم بتحديد مهنة المستقبل وأنك تتمنى أن يوافق لك على قضاء أسبوع مع الممرضين كمراقب دون إزعاج أو مضايقة.. تأكد أن معظم المسؤولين سيتحمسون عندما يجدون شاباً جاداً يسعى لبناء حياته بشكل صحيح. هنا وبعد أن تحصل على الموافقة.. قم بالجلوس بأدب وهدوء إلى جانب طاقم التمريض وراقب طريقة عملهم وتفاعلهم مع الناس وما يسبب المتعة والإحباط لهم، وهكذا...، وتحدث معهم بين حين وآخر في أوقات فراغهم عن هذه المهنة كما وضحنا سابقاً.

 

 ومن الوسائل المجدية أيضاً تجربة مهنة المستقبل عبر العمل كمتدرب أو متطوع في المهنة التي تقوم باستكشافها. وهكذا ستكوّن رؤية أوضح حول هذه المهنة.

 

هذه المهمة ليست سهلة لكنها تستحق العناء والمثابرة.. نتمنى لك مستقبل مهني مميز

avatar